بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

من هي " إسراء " التي عينتها حكومة غزة ناطقة لها


فلسطين اليوم - وكالات أخذت الصحافية والكاتبة الشابة إسراء المدلل عاماً كاملاً، حتى قررت الاستجابة لطلب من الحكومة في غزة، بتعيينها ناطقة إعلامية باسمها باللغة الإنكليزية، لأنها لم تشأ أبدا مغادرة الأدب إلى السياسة.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية بغزة، للمرة الأولى، تعيين صحافية شابة ناطقة إعلامية باسمها باللغة الإنكليزية.

وإسراء ابنة الـ23 عاما، تنكب الآن على كتابة رواية جديدة، تخشى أنها لن تستطيع إنهاءها إذا ما أخذتها المسؤولية الثقيلة بعيداً. وقالت إسراء: "لدي كثير من الشغف بالأدب وليس بالسياسة". وأضافت: "أعرف أني سأفقد الكثير من المتعة ورغباتي في الحياة (...) أنا أحب أن أكتب، أن أواصل تعليمي، أن أقرأ، وسأفتقد كل ذلك".

وترى إسراء في حديثها للشرق الوسط، أن الأدب فيه كثير مما يعارض السياسية.. "الأدب ينبع من القلب، والسياسة لا تحتاج إلى القلب بل إلى العقل، وفيها قلب للمنطق والحقائق أحياناً. وأجد هذا صعباً علي".
لكن الفتاة الملتزمة دينيا والمحجبة، لا تخطط لقلب الحقائق بالمفهوم الذي يعني قلب الحقيقة، ولكنها قصدت قلب الصورة عند الغرب و"إسرائيل".
وبدأت إسراء تضع خططاً جديدة لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عن غزة وحكومتها لدى العالم الغربي وفي "إسرائيل".

وقالت: "سأتوجه إلى الإعلام الغربي و"الإسرائيلي"، وسأعمل على تغيير الخطاب الإعلامي، وإيصال صورة مختلفة عن فلسطين وقطاع غزة". وتدرك إسراء أن تغيير الصورة بحاجة إلى جهد أكبر وسنوات كثيرة، لكنها على الأقل ستخاطب العالم الآن من زاوية إنسانية، وليس دينية.
وأوضحت: "سأعمل على أنسنة القضية، وإذا كان المسؤولون لن يهتموا بمثل هذه اللغة، فأنا أعرف أن الشعوب الغربية ستفهمها". وأضافت: "لا يفهم الغرب لغة الدين ولا السياسة بقدر ما يفهم لغة الإنسان".
وعاشت إسراء في بريطانيا، ودرست المرحلة الأساسية في برادفورد، حيث كان والدها وليد المدلل يكمل تعليمه العالي. ويعمل الوالد الآن أستاذاً للعلوم السياسية والتاريخ في الجامعة الإسلامية في غزة، بينما يقيم ويدرس بعض أشقائها في لندن. وتقول الناطقة الجديدة إن السنوات التي قضتها في بريطانيا ساعدتها كثيرا على فهم الغرب.

وتعمل إسراء الآن على تمضية وصت أطول في متابعة الإعلام الغربي، خصوصاً، وتريد أن تبدأ في دورات لتعلم اللغة العبرية لمتابعة الإعلام "الإسرائيلي" بشكل مباشر، ومن دون مترجمين. وتقول: "أتعرف وأتعلم كل شيء الآن عن الإعلام "الإسرائيلي" والغربي والأميركي.. وأقضي وقتا أطول في القراءة ومشاهدة القنوات المختلفة".

ولا تجد إسراء أي حرج، أو ما يمنعها من الحديث إلى وسائل الإعلام "الإسرائيلية"، بخلاف السياسة التي تتبعها الحكومة بغزة الآن، وكثير من قادة "حماس"، لكنها بحاجة أولا إلى تصريح حكومي بذلك. وقالت: "إذا أُعطي لي تصريح بذلك، فأنا شخصياً ليس لدي مشكلة".
وتمنع الحكومة بغزة الصحافيين في قطاع غزة من التعامل مع وسائل الإعلام "الإسرائيلية"، كما يرفض كثير من المسؤولين هناك الحديث إلى صحافيين "إسرائيليين".

ويأتي تعيين إسراء في هذه المرحلة ضمن خطة جديدة تنتهجها الحكومة بغزة للانفتاح على الغرب. وقال إيهاب الغصين رئيس المكتب الإعلامي الحكومي والناطق باسم الحكومة في غزة: "إن المكتب قرر تعيين ناطقة تعمل فيه باللغة الإنكليزية، وهي الإعلامية إسراء المدلل، وذلك في إطار تنفيذ وتحقيق أهداف المكتب لعام 2013".

وأضاف للوكالة الحكومية في غزة: "ذلك يأتي في إطار تطوير الخطاب الإعلامي الفلسطيني للغرب، والعمل على إيجاد ناطقين بعدة لغات أجنبية لتوصيل رؤية الحكومة والقضية الفلسطينية إلى الغرب، كما يأتي في إطار التعزيز والتأكيد على دور المرأة الفلسطينية، التي لها دور مميز وكبير في خدمة القضية الفلسطينية، لا سيما أنها أثبتت جدارتها في كل المجالات، خاصة في الوزارات والمؤسسات الحكومية".
وحصلت إسراء على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة، وعملت مراسلة صحافية في قناة "برس تي في"، إضافة إلى إخراجها لمجموعة من الأفلام الفلسطينية، وترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، وتعمل الآن مقدمة برامج في قناة الكتاب الفضائية.
وقررت إسراء وقف عملها في القناة الإسلامية، قائلة إنها تريد أن تظهر بوجه واحد. ولا تنتمي إسراء لحركة "حماس"، وقالت: "قبولي بهذا المهمة لا يدل على انتمائي". وأضافت: "أنا أنتمي لفلسطين، وسأتحدث باسم فلسطين".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت ستقبل هذه الوظيفة لو جاءها العرض من رام الله، ردت قائلة: "إذا كان لخدمة فلسطين، نعم، أينما ذهبت فسأتحدث بلغة الإنسان".
وإسراء أول ناطقة ستعمل مع الحكومة بغزة التي تضم الآن وزيرة واحدة، هي جميلة الشنطي، لشؤون المرأة. كما أن لدى الحركة الإسلامية عدة نائبات في المجلس التشريعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق